لقد جاءت الشريعة الإسلامية رحمة للعالمين لتشمل بأحكامهاجميع الناس بشتى ألوانهم وأجناسهم وشرائحهم الاجتماعية ، إلا أن فهم هاته الأحكام لم يعط لعامة الناس بل للراسخين في العلم والمتفقهين فيه فقط، وفي هذا الصدد نجد وللأسف الشديدأن بعض العوام الجهلة يتطاولون على تفسير النصوص الشرعية فيفسرونها بتفسيرات مغلوطة تنتشر بين الناس ، ومن بين هاته التفسيرات الضالة ما نعرفه في مجتمعاتنا من اتفاق العوام على وصف المرأة بأنها ضلع أعوج مستدلين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم القائل.عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : المرأة خلقت من ضلع أعوج و أنك إن أقمتها كسرتها و إن تركتها تعش بها و فيها عوج .
مستدرك الحاكم > كتاب البر و الصلة > كتاب البر و الصلة ، حديث رقم: 7334)
وكذا بوصفها بأنها ناقصة عقل ودين مستدلين بحديثه صلى الله عليه وسلم القائل(يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن جزلة ومالنا يا رسول الله أكثر أهل النار قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن قالت يا رسول الله وما نقصان العقل والدين قال أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا نقصان العقل وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين وحدثنيه أبو الطاهر أخبرنا بن وهب عن بكر بن مضر عن بن الهاد بهذا الإسناد مثله -صحيح مسلم > كتاب الإيمان > باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات وبيان ، حديث رقم 79)
وكل ذلك من أجل بيان أن الأصل في المراة الفساد وسوء تقدير الأمور ، وذلك لفهمهم السطحي لمضامين الأحاديث النبوية الشريفة ،والتي وصفت المراة بأنها خلقت من ضلع أعوج وبأنها ناقصة عقل ودين، والحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد بذلك التقليل من شأن المرأة فالنساء كما نعلم شقائق الرجال في الأحكام والنصوص الشرعية التي تكرم المرأة في الإسلام لاتعد ولا تحصى،وإنما قصد صلى الله عليه وسلم ببلاغته وحكمته المعروفة أن المرأة كزوجة مثلا خلقت ذات طبيعة مختلفة عن الرجل ولهذا يجب على الزوج أن يتعامل معها مراعيا تكوينها الفطري الذي خلقها الله عليه وأن لا يحاول أن يكيفها حسب هواه ،لأن الضلع الأعوج إذا حاولت أن تقوم اعوجاجه انكسر، والانكسار هاهنا كناية عن نشوب عدة مشاكل بين الزوج والزوجة قد تؤدي إلى الطلاق مثلا أو إلى ما لا تحمد عقباه كما أن الاعوجاج في الحديث معناه الاختلاف لا الفساد، أما قضية نقص عقل المرأة ودينها ، فببساطة فنقص عقل المرأة مرده إلى نصاب الشهادة ،فمعلوم أن شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل واحد، وليس في ذلك إنقاص من عقل المرأة وذكائها بل هو مراعاة للظروف النفسية العصيبة التي تعرفها خلال فترات من الشهر أو السنة كفترة الحيض والحمل والنفاس، وكل هذه الظروف من شأنها أن تؤثر وتشوش على تفكيرها فتضل في آداء الشهادة فتذكرها الشاهدة الثانية ، وهذا ما أكدته الآية الكريمة حيث قال الله عز شأنه :{ واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } ( البقرة : 282 ) .
شاركوا معنا إذن في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة للنصوص الشرعية، .على العنوان التالي:
http://salaheddinedagdag.cultureforum.net
والله الهادي إلى سواء السبيل